بين الخيار الوطني والخيار الطائفي نكون او لا نكون

أصبح الشأن الطائفي والشعار الطائفي والطقوس المفتعلة الطائفية والهوس والتخريفات الطائفية الشغل الشاغل للكثير من التيارات الطائفية السياسية التي لا ترى وسيلة لجذب الجماهير وخداعها سوى الورقة الطائفية التي تعمي عيون المواطن وتبعده عن السبل لعلاج مشاكله الأسياسية، كما تبعده عن البرامج الاجتماعية والاقتصادية التي تنتشل العراق من الورطة التي وقع فيها. فالمواطن العراقي الذي وعد بجنات ونعيم، وبزوال الطغيان والقهر، وباستعادة كرامته وحقوقه المسلوبة في عهد صدام حسين وحزب البعث، غير مستعد الآن أن يعيش وفق شريعة الغاب والبقاء للأقوى، بينما قادة الأحزاب ، منشغلون بتسويات حساباتهم ومكاسبهم بطرقهم الخاصة، بما فيها إشراك قوى إقليمية للدخول على خط اللعبة السياسية. ودون الخوض في التفاصيل فإن الخيار الطائفي جلب الكوارث على العراقيين، ولم يمهد لانتقال العراق إلى دولة ديمقراطية عصرية تلتزم بالقانون، بل وعرقلها. بل زادتها مأساوية. وهذا ما حدا بالعراقيين إلى الاستيقاظ من سباتهم الطائفي بعد أن خدعوا به. وراحوا ينددون بالخيار الطائفي وبالطائفية ويكيلوا اللعنات عليها و يتجهوا الى الخيار الوطني الذي يعيد التوازن الى الساحة الساسية العراقية . الان الفتنة الطائفية فيما لو اوقظت فإنها ستطال بشظاياها الجميع ودون استثناء‮.‬
‬ونحن على أبواب الاستحقاق الانتخابي‮ ‬القريب فاننا حاجة ملحة لبناء صف وطني ‮ ‬يضم كل القوى الحريصة على الوحدة الوطنية وعلى البناء الديمقراطي الصحيح ليكون الخيار الوطني بديلاً عن الخيار الطائفي . ولنقطع الطريق على كل القوى التي التحاول ان تسلك مسلك الطائفية بحجة ان المرجعية الفلانية تبارك القائمة الفلانية ولنركز جهودنا على الخيار الوطني والنظر الى مستقبل العراق من خلال تمكين الوطنيين الكفوئين من الوصل الى مركز القرار الحكومي ونسيان كل الاخطاء السابقة وعدم العودة لتكرارها فنحن في مفارق طرق يجب فيه ان نكون مع العراق وشعب العراق و لا نكون مع رياح الطائفية المقيتة.
و لنعبئ قوانا ونحشد إمكاناتنا، قوى سياسية وطنية وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني، لنعبر عن حبنا لعراقنا وحرصنا على حمايته بفعاليات ونشاطات جماهيرية ندعم من خلالها التوجهات الوطنية في الانتخابات القادمة، و نقطع الطريق أمام الأشرار، وتمنعهم من أخذ المواطنين رهينة سائغة , ونعيد الثقة لهذا الشعب بقواه وعنفوانه. لنصدح جميعاً باسم العراق ونغني لأبنائه ووحدته وكرامته وأمن مواطنيه